هذه المدونة لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا الا صاحبها هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وكل تعليق فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن أقبل اي تعليق يثير الفتنة أو يخالف الشريعة

٢٧ مايو ٢٠٠٧

تكريم عمرو خالد بين الخبث الأوروبي والصلف الأميركي

تكريم عمرو خالد بين الخبث الأوروبي والصلف الأميركي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،
ماذا تفعل لو أثنى الكفار عليك، وقدموك كنموذج يجب أن يحتذي بك الغير في قول أو فعل؟
هل ستبادر إلى تغيير ما مدحك الكفار من أجله من باب أنهم لن يرضوا عن خصلة من خصالك إلا إن كانت نافعة لهم مضرة لأمتك أم هل تزداد تشبثاً بها من باب أن الحق ما شهدت به الأعداء؟؟ وإذا اخترت المسلك الأول، فماذا تفعل لو تتبع الأعداء كل خصال الخير عندك، فأثنوا عليك بها، وزعموا أنها نافعة لهم؟ وإذا أخذت بالثاني فماذا تفعل لو أثنى عليك الأعداء بكل خصلة يريدونها أن تنتشر في بلاد المسلمين من حبهم والثناء عليهم والتبعية لهم إلى غير ذلك؟
إذن فما هو السلوك الصحيح تجاه ثناء الأعداء علينا كأفراد و كجماعات؟؟
إن السلوك الصحيح في هذا هو ألا نسمح للأعداء بأن يشكلوا منهجنا، سواء في طريقة التعامل معهم أو مع غيرها من القضايا، وإنما نرجع إلى كتاب الله -عز وجل- و سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ونضبط به حياتنا، فإن لم يرقهم ذلك -وهذا هو الأصل- قلنا لهم: (قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ)، وإن انبهروا بشيء من أخلاقنا أو منهجنا فأثنوا عليه، قلنا لهم: "هذا من فضل الله علينا"، وإن وفينا معهم بعهد أو ميثاق أو غير ذلك مما ينتفعون هم به من الأحكام الشرعية، قلنا لهم قول عبد الله بن رواحة لما أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- يخرص تمر خيبر فأعطوه حفنة من تمر فقال: "يا أعداء الله، أتطعمونني السحت؟ والله الذي لا إله إلا هو لقد جئتكم من عند أحب الناس إليَّ (يعني رسول الله -صلى الله عليه وسلم-)، ولأنتم أبغض الناس إليَّ، ولا يمنعني حبي إياه، ولا بغضي إياكم على أن أعدل بينكم" قالوا: "بهذا قامت السماوات والأرض".
ومن هنا نرى أن مدح اليهود لم يكن هدفاً لعبد الله بن رواحة -رضي الله عنه-، و لا فرح له إذ كان على الرغم من أن الأمر الذي ينتزع مثل هذا الاعتراف من قوم بهت كاليهود لابد وأن له شأناً.
ولذلك فليس مأخذنا على الأستاذ. عمرو خالد هو مجرد ثناء الغرب عليه، واختيار مجلة "تايمز" الأمريكية له ضمن أكثر مائة شخصية تأثيراً في العام، ولكن المأخذ الرئيسي عليه هو أن ثناء الغرب عليه كان مُسبباً ومعللاً في أنه لا يتكلم في السياسة، ولا يَعْنُون بها الأحوال الداخلية في بلاد المسلمين، بل يتعدون ذلك إلى انه لا يتكلم عن فلسطين ولا العراق، وأنه ينشر روح التسامح مع الغرب، ولذلك يجب على الغرب أن يسانده هو وكل من كان معتدلاً كاعتداله.
ولم نسمع للأستاذ.عمرو خالد نفياً ولا تكذيباً للمبررات التي بسببها اختير ضمن أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم، بل سمعنا منه ترحيباً بالتكريم، وعزماً علي حضور حفل التكريم، بل ومصافحة وزيرة خارجية إسرائيل التي اُختيرت معه في نفس القائمة، وأظن أن الإنكار على عمرو خالد من هذا الباب من زاوية حرمة مصافحة النساء سوف يعرضنا لعاصفة هوجاء لا تعرف للاعتدال معنى من دعاة التوسط والاعتدال مع الغرب؛ ولذلك اختار الكثيرون أن يناشدوه ألا يصافح قتلة أطفالنا، وأخشى ما نخشاه أن تنحصر القضية كلها في مصافحة "ليفني" من عدمه، وننسي المبررات الخطيرة لاختياره التي تذكرنا بالمبررات التي من أجلها اختير نجيب محفوظ للفوز بجائزة نوبل، والتي كان على رأسها تأليفه لأولاد حارتنا التي تنظر لنظرية موت الإله.
ولا نريد أن نخوض في الجدال العظيم الذي شغل كثيراً من المنتديات الإسلامية في الآونة الأخيرة، وهي: هل صنع الأمريكان عمرو خالد، ورتبوا له أن يقصر كلامه على الأخلاق والمعاملات، بحيث يقبل من الجميع؛ حيث أنه تكلم في القدر المشترك بين كل الإسلاميين دون أن يتعرض للباقي بالسلب أو بالإيجاب، ثم تدريجياً طلبوا منه أن ينظر لقضية التعايش السلمي وقبول الآخر، أم أنهم استثمروا فقط وعملوا على تغذية هذا الاتجاه عنده عن طريق المؤتمرات والدعوات والألقاب؟

وذلك لأن الخوض في النيات ليس من اختصاصنا، ولا ينبغي التعويل عليه. هذا فيما يتعلق بنية الأستاذ عمرو، وأما النوايا الأمريكية فهي على كل من الاحتمالين سيئة كما ترى هدفها "أمركة" دين المسلمين.

وهذا الأمر ليس اختراعاً أمريكياً خالصاً، بل هو مسروق كغيره من مقومات الحضارة الأمريكية، وهذا الدور قامت به أوروبا منذ هزيمتها في الحروب الصليبية في القرن الحادي عشر الميلادي، وحتى تسليمها الراية لأمريكا في منتصف القرن العشرين الميلادي، وما بين صناعة الرموز واستثمارها أعملت أوروبا مخالبها الخبيثة في بلاد المسلمين، وزرعت العديد من الفتن والبلايا من آخرها إسقاط الخلافة العثمانية على أيدي المنتسبين للإسلام، ولكن أوروبا كانت من الخبث بمكان إلى الدرجة التي كانت تحافظ على سرية خططها، حتى إن أتاتورك مسقط الخلافة الإسلامية مازال بطلاً قومياً عند الكثيرين الذين لا يعرفون حقيقته.
وأما أمريكا فالصلف والغرور يجعلها تتعجل في وضع لافتة MADE IN USA على كل شيء حتى على صور ضحايا جوانتانامو وأبو غريب، وحتى على دعاة الاعتدال الذين يريدون تدعيمهم في العالم الإسلامي.

عفواً أمريكا، لقد أحرقت الرموز التي تريدينها بدلا من تدعيمها "عمرو خالد ـ شيخ مشايخ الطريقة الصوفية ـ وشيعة العراق وغيرهم كثيراً" عفواً عمرو خالد، قبولك لهذا التكريم اعتراف منك بدور " المُطِيع " مع الحضارة الغربية عامة، والأمريكية خاصة سواء صافحت "ليفني" أم لا؟ وفي انتظار رجوعك إلى الحق وتبرأك من أهل الكفر (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
وكتبه..عبد المنعم الشحات

هناك ٤ تعليقات:

Islamist Bloke يقول...

بوست رهيييييييييييب

قال كل اللى كنت عايز اقوله

انا فى موضوع عمرو خالد بحس انى عاندي حاجات كتيرة اوى اوى عايز اقولها ومش عارف...بس البوست ده توفيق من الله

اللهم وفق وسدد وقارب

اللهم امين

عصفور المدينة يقول...

عارف يا بلوك كلمتك حاجات كثير عايز اقولها
ده سببه الفتن أوضا مبطة وظلمات بعضها فوق بعض ما نتش عارف تعلق على إيه ولا إيه
فالحل هو تأصيل الأصول وتقعيد القواعد
وبعديها الحدق حيفهم لوحده

Dr.khaled يقول...

كلامك سليم يا باشمهندس
...
التخلية قبل التحلية

BinO يقول...

الشيخ عبد المنعم بارك الله فيه