الجديد في الأمر هو التواجد الواضح لشباب التيار السلفي وسط حقل التدوين، وانتشار تعليقاتهم بل واندماجهم في المجتمع التدويني يوما بعد يوم.. وهو ما بدا أمرا غريبا، لأن التدوين يهتم في الأصل بالعمل العام والمشاركة السياسية وهو ما يحجم عنه السلفيون!
والملاحظ في المدونات السلفية في عالم النت الافتراضي، أنها تبدو على العكس تماما من اتجاهات السلفيين على أرض الواقع.. مضموناً وشكلاً.. حيث يتنوع الأسلوب والمعالجة، وتختلف الرؤى والأفكار..
مع التيارات الأخرى
في مدونات السلفيين نجد أيضا تواصلا مع الإخوان المسلمين، رغم أنهم في الواقع يضعون القيود علي التواصل مع الآخرين.
وهناك المدونات التي تعني بالرد علي الشيعة في الاختلاف بينهم وبين التيار السلفي في القضايا العقدية المختلفة، حيث يبدو هذا جليا في مدونة البصمة الشفافة.
مدونات اجتماعية
وهناك مدونات تعني بالأدب والقصص بأسلوب ربما يعلو في بعض الأحيان إلي أسلوب الأدباء المجيدين، ويبدو هذا جليا في مدونة زفرات، والتي يسمي صاحبها نفسه "أبو الفرج" الذي يهتم بفن القصة القصيرة، وخلالها يعطينا لمحات رائعة من الحياة الاجتماعية، كذلك فان المدون "أبو شمس" يناقش قضايا سياسية ويوجه نقدا اجتماعيا لبعض السلبيات عبر قصصه القصيرة بأسلوب ساخر وشيق.
أما الجديد في الأمر فهو اهتمام المدونين السلفيين بمناقشة الأمور السياسية، فلا تخلو مدونة من مناقشة لقضية سياسية ما يهتم بها الشارع المصري والعربي، فمدونة استراحة المحارب ناقشت نظام الحكم في الإسلام، ومدونة "فارس تحت راية الحق" جمع بين النقد الأدبي لعمارة يعقوبيان والقضايا السياسية حين تكلم عن التعديلات الدستورية.
من هؤلاء؟
أجابنا صاحب مدونة "ضاكتور خالد من مصر المأروصة": "الأمر لا يعدو أن يكون أسلوبا جديدا لطرح الأفكار السلفية، كما أن قواعد المنهج السلفي لا تمنع أبدا مثل هذه الأعمال الإعلامية، فالإسلام بطبعه دين إعلامي والمنهج السلفي هو فهم الصحابة والتابعين لهم للإسلام".
يضيف: "المسألة مجرد أننا استطعنا أن نصل إلي الناس لنُزيل التشويه المتعمد من قبل البعض للمنهج السلفي، فتصور البعض أننا فكر جديد، والحقيقة أننا مجرد كشف لغطاء التشويه المتعمد عن وجوهنا".
وحول تفاعل المدونون السلفيون مع القضايا المجتمعية، يقول أحد المدونين: "من قال أن السلفيون لا يهتمون بالقضايا الاجتماعية؟، فتش في كل قضية تجد لهم فيها رأيا ومناقشة وأطروحة، كما أنهم علي مستوي العمل الخيري من أنشط العاملين في هذا النطاق، وهناك أمثلة على ذلك مثل الجمعية الشرعية وجماعة أنصار السنة المحمدية ولجان الزكاة".
المظهر علي كيفك
فالأسماء تتنوع ما بين أسماء خفيفة (حواديت، ضاكتور خالد من مصر المأروصة، طعمة، عيون، عصفور المدينة)، وبين أسماء ذات مغزى أدبي (البصمة الشفافة، زفرات، فارس، يحارب تحت راية الحق، هذا لك، أهل الجنة)، بينما تتوارى الأسماء السلفية التقليدية القوية المغزى والأسلوب، وتجدها في (الصواعق المرسلة، الفتح الإسلامي، إن الدين عند الله الإسلام).
أما من حيث أسلوب المعالجة للقضايا، فأكثر المدونات تكتب باللغة العامية، ويحاول كل منهم أن يعبر عن نفسه بمعالجة يجيدها، وآخرون يفضلون ما يمكن أن نسميه الأسلوب السلفي التقليدي، وهو عبارة عن مقالات قوية مدبجة بالفصحى وأحيانا بلغة جزلة تعالج قضية أو ترد علي فكرة ما.
كذلك فإن مظهر المدونة يخضع تبعا لمزاج صاحبها، فبعضها رصين تقليدي وبعضها الآخر "روش".